بعض الناس يقرؤون الفاتحة بعد الصلاة على أساس أنها دعاء؛ فهل هذا من السنة في شيء؟ ثم قراءتها مرة أخرى لأرواح الموتى؛ فما هو الحكم في ذلك؟
أما قراءتها أدبار الصلوات؛ فلا أعلم له دليلاً من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما الذي ورد هو قراءة آية الكرسي[1]، و{قل هو الله أحد}، و{قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس}[2]، وردت الأحاديث بقراءة هذه السور بعد الصلوات الخمس، وأما الفاتحة؛ فلا أعلم دليلاً على مشروعية قراءتها بعد الصلاة.
والسور التي ذكرناها لا تقرأ على صفة جماعية وبصوت مرتفع، وإنما يقرؤها كل مسلم لنفسه فيما بينه وبين نفسه.
وأما قراءة الفاتحة لأرواح الأموات؛ فهذا من البدع، وأرواح الأموات لا تقرأ لها الفاتحة؛ لأن هذا لم يرد من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا من عمل سلف هذه الأمة، وإنما هو شيء مبتدع؛ لا في المسجد ولا في المقبرة، ولا في البيت ولا في غيره، وإنما المشروع للأموات الدعاء لهم إذا كانوا مسلمين بالمغفرة والرحمة، والتصدق عنهم، والحج عنهم هذا هو الذي وردت به الأدلة، أما قراءة القرآن الكريم لأرواح الأموات، أو قراءة الفاتحة لأرواح الأموات؛ فهذا شيء محدث وبدعة.